بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 11 مارس 2018

رواية شغف

إلى عشاق الرواية و الرواية التاريخية بالخصوص...
و عيناي تقعان على صورة الغلاف اول مرة وأنا أبحث عن رواية تخرجني من قوقعة الاثام و الأوهام و الهموم التي قد تعصف بي رياحها أحيانا.. ترددت كثيرا في تحميل الرواية خوفا من ألا تكون عند حسن ظني. و ان تأخذ ساعات من وقتي عبثا.. دون نتيجة تذكر.. 
في البداية ظننت المحتوى لن يبعد بعدا تاما عما جاء في قواعد العشق الأربعون لأليف شفق و الرومي نار العشق لنهال تجدد.. و ذلك انطلاقا من الصورة التي توحي إلى رمز من رموز الصوفية كرقصة الدراويش.. و
 لم يكن بعيدا أن تتناول رشا محمد عدلي بدورها سيرة جلال الدين الرومي وشمس التبريزي، خاصة و قد أضحت العلاقة بين الأستاذ و التلميذ تستهوي الكثير من الكتاب...
انتهى بي المطاف إلى تحميل الرواية.. فكانت النتيجة غير متوقعة.. إذ ان السؤال الذي رافقني من الصفحة الأولى هو : " أين كانت رشا عدلي حتى الآن؟ و كيف لم أكتشفها من قبل؟"
شعرت بالحسرة على نفسي لأن موضوع الرواية ، كان مهما بالنسبة لي ذات زمن .. 
كان سيغني رصيدي المعرفي و سيفتح لي عوالم أخرى من الخيالات الجميلة بل و كان سيأخذني لحقبة زمنية مهمة من تاريخ فرنسا.. خاصة و أني عاشقة للثقافات و أقدس ثقافات الشعوب على اختلاف بقاعهم الجغرافية..
الموضوع او الحدث التاريخي الذي تناولته الرواية كان حول حملة نابليون بونابرت على مصر إبان حكم المماليك.. إذ تبرز الرواية كيف انتصر بونابرت على حكمهم و التغييرات التي طرأت على المجتمع المصري بعد ان أصبح الحكم بيد الفرنسيين. كما تبرز العلاقة بين السياسة و الفن..


الرواية على العموم عبارة عن رواية في رواية و مستوحاة من قصة حقيقية.. تتناول قصة كل من ياسمين أستاذة الفن و التاريخ و قصة زينب البكري و علاقتها ببونابرت و الرسام الفرنسي ألتون الذي بعثته فرنسا لتوثيق كل شيء بريشته.. 
سيرسم زينب في لباسها الشرقي و هي اللوحة التي ستطرح اكثر من سؤال وسؤال في نفس ياسمين ما أن تصبح اللوحة بين يديها وهو اللغز الذي سيدفع بالقارئ إلى متابعة أحداث الرواية من أول سطر إلى آخر سطر باحثا هو الآخر كياسمين عن السر وراء لوحة زينب التي تعود لسنة 1798 و عن السبب الذي دفع بالرسام لأن يستعمل شعرا أدميا وهو يرسم شعر زينب ويخفيه بالصباغة و الألوان!؟ ...
باختصار رواية رائعة شكلا و مضمونا أدعوكم إلى قراءتها قبل أن يتم حذفها من المكتبة التي تضعها رهن إشارة القراء.. ستروقكم و انا أضمن لكم ذلك..
حتى أنها على مستوى اللغة كتبت بلغة جميلة و أنيقة و سلسة و بسيطة من القارئ إلى القارئ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق