بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 18 فبراير 2018

قراءة في كتاب الدكتور منصور عمر الكيخا حول معمر القذافي

قراءة في كتاب الدكتور منصور عمر الكيخا حول معمر القذافي

في خطاب جمال عبد الناصر في بنغازي سنة 1970:
« أترككم غدا وانا احس بقوة جديدة، بدم جديد يسري في اوصالي...اشعر بان الجماهير العربية تعبر معن نفسها من خلالكم، وان هذه الجماهير قد استعادت ارادتها وتصميمها. وانا اترككم واترك معكم اخي معمر القذافي أمين القومية العربية من بعدي، ممثلا عن الثورة العربية والوحدة العربية..»
في هذا الكتاب يقدم لنا الباحث الليبي الدكتور منصور عمر الكيخيا تفاصيل عميقة ودالة للسياسة القذافية التي فاقت اربعة عقود من الزمن، يقدمها بكل موضوعية. ولعل المتصفح الناقد للكتاب يقف لا محالة على خبايا هذا الحاكم العربي الذي لا يمكن وصفه الا انطلاقا من استحضار عقد نفسية غالبا ما نصف صاحبها ب: مجنون الحكم الذي انطلق من وهم طوباوي آمن به في عنعنة حكمه متشبعا آنذاك بسياسات طالما تغنت به الامة العربية معتبرا نفسه المنقذ من الضلال، متناسيا تركيبته النفسية وهو يمارس سياسته السياسوية التي اكسبته نوعا من ازدواجية الشخصية لانسان تشابكت فيه كل معالم لتصنع منه حقا شخصية اسكزفرونية مسيجة ومطوقة مزيج من الشذوذ والمتناقضات سنتطرق الى بعض منها حين نتطرق الى بعض المحطات الرئيسة من اعماله ولقاءاته وتوجهاته وسلوكياته.. وحين قراءتي للكتاب الباحث الليبي المغاربي والاكاديمي الدكتور منصور عمر الكيخيا وجدت نفسي انا المدعي بمعرفة هذا الحاكم العربي معرفة كافية وشافية انني حقا كنت اجهل عنه الكثير ذلك أن متعة الكتاب تتجلى اولا في متعة سبر اغوار سلوكيات القذافي التي استطاع الكاتب الوقوف عليها وتشريحها بمهارة الطبيب المختص حقا في علم التشريح، فلم يكن الباحث يقف عند ويل للمصلين وهو يعرض التفاصيل ويشرحها ويحللها انطلاقا من نفسية مريض تكالبت عليه الامراض التي نجوزها في استحضار: الأنا البغيضة والجديرة بالبغض لكل من يعارضه كائنا من كان..وانطلق في تحليلاته لهذه الشخصية من ارضية تاريخية لوطن عاش عبر صيرورته النضالية مدا وجزرا بداية من المستعمر الخارجي مرورا بحقبة تاريخية حيث كان النضام الملكي سائدا وصولا الى الانقلاب على الشرعية التي ركبت صهوة الاماني والبدائل الى ان تحولت بين عشية وضحاها الى مارد يبطش بالارض والعباد ةالقريب والبعيد والصديق والجار وان علا وان سفل بلغة الفقهاء..وهكذا وقف بنا عند نماذج رئيسة من سيرة القذافي السياسية وأبرز معالمها، كالإرهاب، والمغامرات العسكرية، وعلاقات القذافي المحلية والدولية- على حد قول الدكتور عمر مستحضرا السياق التاريخي الذي اعطى لتحليله نكهة خاصة مكنته من ولوج باب المجد في تحليله والموثق البارع في احصائياته في حياد الاكاديمي الذي يرنو الى تقديم عمل يقوم على الاستدلال والحجة والبيان، فكان ان بدأ معنا عمله انطلاقا من العصر اليوناني وصولا الى زمن حكم القذافي الذي طال واستطال.ويمكن لقارئ الكتاب أن يتمتع بلذة لمحات موجزة يقدمها له الباحث من خلالها يمكن له أن يكتشف المسكوت عنه دونما حاجة الى تخصص في عالم السياسة، وكما يمكن له ان يعيش أحداث أمة من خلال توارد الافكار التي يتمتع به اسلوبه التاريخي السياسي والحال أنه يتقاسم معه تفاصيل تاريخ ليبيا المحكي باسترسال انطلاقا من عهد الاستعمار، وعهد الاستقلال، ثم حقبة الاشتراكية العربية وفترة النمو الاقتصادي. . وفي اعتقادنا ومما لا يدعو الى الشك بتاتا أن الدكتور عمر اغنى المكتبة العالمية بدراسة تتقصى السياسة الليبية من بداياتها الأولى ومن خلال هذه الدراسة العميقة يمكن ان نسحبها على الانظمة العربية المستبدة جملة وتفصيلا ذلك لانه استطاع ان يستقرئ ماغما ليبيا وما عاشته من تطورات وتغيرات، وما نتج عنها من آثار اقتصادية واجتماعية وسياسية، وما عاشته من مخاض إقليمي ودولي.
ولم استغرب وانا اقرأ هذه التحفة غير المسبوقة من جودة هذا الكتاب والحال أن الدكتور الكيخيا اولا واخيرا هو ابن ليبيا، وعاش فيها الحلو والمر، وعايش كثيراً من الأحداث التي يتناولها هنا بالبحث والتحليل. وقد تلقت الجامعات الغربية وأوساط البحث الدولية هذه الدراسة باهتمام نقدي بالغ علىحدمقدم الكتاب، مستنداً في عمله هذا على مصادر ومراجع عديدة... باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، فكان العمل بحق منارا لرجال السياسة وصناع القرار، وللمحللين والصحافيينالمتعطشين لمعرفة واقع ليبيا، وما عاشته من سياسات غريبة ومتناقضة حولت إحدى أغنى الدول العربية والإفريقية إلى دولة من أفقر دول العالم الثالث وأكثرها تخلفاً

نقط رئيسة
- مقدمة الكتاب التي كتبها الدكتور سعد الدين ابراهيم، رئيس مركز ابن خلدون في القاهرة، فكانت مقالاً من 20 صفحة بعنوان: «في طبائع الاستبداد: معمر الثقذافي» ولم يتطرق فيها الدكتور سعد الدين ابراهيم للكتاب المراد تقديمه، ولا لمؤلفه، إلا في سطر، أو سطرين، وخصص معظم المقدمة لتحليل شخصية القذافي واستبداده ونرجسيته.
- مؤلف الكتاب، الدكتور منصور عمر الكيخيا، يرأس قسم العلوم السياسية في جامعة تكساس في مدينة سانت أنطونيو (الولايات المتحدة)، وصدر كتابه أولاً باللغة الانكليزية عام 1997، وليس في الكتاب، وقد صدر بعد عشر سنوات من صدور الطبعة الانكليزية، ما يشير الى أي تعديل أو تحديث في الطبعة العربية. وجاء في كلمة الناشر:
- أما المناضل الحقوقي الشهير المعارض و وزير خارجية ليبيا السابق منصور عمر الكيخيا الذي كان في مصر، فتم اختطافه يوم 10 / 12 / 1993 و تهريبه إلى داخل الترابي الليبي داخل سيارة السفير الليبي في مصر، إبراهيم البشاري، حيث قـُتل و تم التخلص من جثته، و قد تمت تصفية السفير بدوره في حادثة سير مدبرة، لاتهامه بتسريب معلومات إلى الفرنسيين حول تفجير طائرتي “يوتا” و “لوكربي” المشهورتين.
- و لازلتُ أحتفظ بخطبته لعيد الفاتح من سبتمبر 1979 التي قال فيها بصوت هائج: “أيها الإخوان، إنني أقف بينكم اليوم ليس ملكا و لا عاهلا، و لكن واحدا من أبناء الشعب…”، و لكن تمرٌ السنوات و يصف ابن الشعب نفسه ب”ملك ملوك أفريقيا”.
ملخص مقدمة سعد الدين ابراهيم:
1مناظرته مع القذافي في الاتجاه المعاكس بعد رفض كل المفكرين وقادة العرب...اظهرت تناقضاته بجلاء:
عدم التزامه بالوقت المحدد / لم يتعدود ان يقاطعه احد او يقول له اخطات / التطرق الى تخلي ليبيا عن هويتها العربية وعدم استفتاء الشعب..
2 ثالوث الاستبداد والفساد والخراب: الفساد الداخلي يتجلى في غياب المساءلة..والانفراد بالسلطة..ولا محاسبة في الثروة..ازاحة كل معارضيه واعلان قيام الجماهيرية المنبثقة من اللجن الشعبية...... جماهيرية الرعب: اشاعة الخوف.. خلق خصوم واعداء مما جعله يتخلص من اصدقائه والطلبة لانهم اكثر تعلما ووعيا..اعدام الكثير منهم..استئجاره للقتلة المحترفين من الدول الاجنبية لملاحقة ما اسماهم بالكلاب الضالة... الى ان اصبحت ليبيا دولة تدعم الارهاب الدولي.. واشهر جرائمه نفذها في احد ضيوفه المرجع الشيعي موسى الصدر..واختطاف وزير خارجية ليبيا منصور رشيد الكيخيا..
3 الكواكبي وطبائع الاستبداد:
5 نرجسية الاستبداد مثل صدام مما خلق له وهم....ان يكون صاحب النظرية الثالثة لانه اراد ان يكون مثل ماركس جمال وماو تسيتونغ..... نرجسيته تتجلى في انه الزعيك العربي الوحدوي مثله في هذا جمال عبد الناصر هذا قاده الى محاولات ترتيب هذه الوحدة مع عدة دول وقادة شعوب عربية فباءت بالفشل...نرجسية الشعارات الطنانة: الجماهيرية العظمى والنهر الصناعي العظيم.... نرجسية فتى الصحراء السينمائي..الخيمة والملابس..حرس خاص من الفتيات الجميلات.. الجملوكية الليبية فلا ليبيا جمهورية ولا ملكية وهنا يمكن ان نتكلم فعلا عن نظرية ثالثة..
6 بداية النهايات: بدات بسقوط نظام صدام ليجعل القذافي يعيد حساباته مثلا الاقتراب من الولاية الامريكية وكذا الغرب...الاقرار بخطاياه والاعتراف بالاسلحة الكيماوية..قضية التعويضات وبشكل باذخ ارضاء للامبريالية التي طالما انتقدها، والبحث عن الوساطات من اجل المصالحات...
اقوال: يقول المؤلف في بعض الحكاية الغريبة والدالة: هل أنتما ارهابيان؟ الرد: هل انت نازي؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق