بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 11 مارس 2018

حصان نيتشه.

 حصان نيتشه.
هو مجموعة فصول لقصة حياة الكاتب، بدأً من مرحلة الطفولة إلى اللحظة التي كتب فيها هذا العمل.
أحيانا يروي الكاتب عن عبد الله الشخصية الرئيسية، و أحيانا أخرى يروي بشكل مباشر عن نفسه أي الكاتب، يكون العبد في فصول و السيد أو الخالق لعبده في أخرى، فالكاتب إلهٌ للعالَم الذي يخلقه بشخصياته، أحداثه، تحديد المصائر، تغييرها....
يرسم لنا الكاتب صورا، يحيطها بالقليل من السرد، و ذلك القليل المختصر الدقيق، هو الذي يأخذنا بالضبط إلى حيث يريدنا الكاتب، هناك....
حيثُ يوجد الكثير من المعاني و الحكم. (إن فُهمت جيدا)
يساعدنا و يغرينا للغرق أكثر في صُوره المرسومة من ذكرياته و التي هي ذكرياتنا أيضا لكننا لم نهتم لها، أو لم نَرَها كما رآها الكاتب.
يحكي عن نفسه، أسرته، حومته، رفاقه، أساتذته، كتبه، مواضيع مألوفة كما ذكر في الفصل (الشيطان في الجسد)
أي نعم فصولها غير متجانسة و غير متماسكة، و الكاتب يعِي ذلك، و ربما هكذا أراده، و على القارئ ربط المعاني.
بالنسبة للكاتب قراءة واحدة للكِتاب قد تقتل متعة الكتاب، فهو لا يتوافق و العَقَّاد في وجوب إعادة قراءة نفس الكِتاب، لكن هناك بعض الفصول من روايته هذه التي يجب قراءتها أكثر من مرة واحدة كي يتضح المعنى.
كتابة فلسفية، تحليل جميل، و رؤية مختلفة.
أحببتُ كثيرا فصل (صحيفة الغفران) ، (تمرّد في المسيد) ، (موسم الحمّام) ، (الشابّ و المرأة) 
و لم أفهم فصل (مفاتيح) .
لا يعتمد الكاتب على الخيال في سرده بل الواقع الذي يُحوله إلى رؤية خيالية (أحيانا)
أحببت أيضا استحضاره للميثولوجيا اليونانية و لهذا أعتبر الكتاب موسوعة أيضا، تكفي كلمة واحدة لتجعلك تضع الكتاب جانبا و تبحث عن معناها و قصتها، فتأخذك إلى عالم آخر، ثم تعود إلى الكتاب و تربِط المعاني، فتتجلى الرؤية أو الفكرة بوضوح أكثر.
يدعونا الكاتب من خلال كِتابه إلى التأمل في كل ما هو حولنا، التأمل فينا كجزء من الطبيعة، في مراحل حياتنا، معاملاتنا....التأمل و فهم الإنسان كإنسان، لا كمخلوق فقط، يدعونا إلى أن لا نُهمل الطِفل بداخلنا أي السؤال و حب المعرفة.

----
الكاتب: عبد الفتاح كيليطو/ المغرب
مترجَم من الفرنسية إلى العربية
194 صفحة
ترجمة: عبد الكبير الشرقاوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق