بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 22 مارس 2018

نظرات انكسار.... يونسس حماد

نظرات انكسار في عينيْ غسّالة الفناجين في المقهى هذا المساء، بصيغة مبالغة تعكس عنف فعل الغسل. أعرف أن تلك السيدة قد عبَرتْ صامتةً دون أن ينتبه لوجودها بقية زملائي، و لكني من حين لآخر كنت أرى طريقة خروجها ودخولها من ذلك المطبخ الملحق "بمعمل" خبير تحضير القهوة... كانت تأخذ نفَسا عميقا عند كل خرجة، من تعب أو ضيق أو انزعاج، و كأنها تتزود ببعض الصبر لرحلة العودة إلى حوض الشفط والتنظيف. في كل مرة تدفع بسبابتها ما تدلى من خصلات شعرها على جبهتها، ثم تدسها تحت منديلها بشيء من العصبية. ابتسمت أكثر من مرة لزملائها، ولرب العمل أيضا، وأحسبه كذلك من طريقة مشيته وكلامه، بسمة جوفاء لا تناسب حالة الحزن المعتق في عينيها... مرير جدا أن تنظف بنفسها بقية ريق من افترسوا تفاصيل جسدها بأعينهم في ذلك المقهى الذي يظل رجاليا مهما خالطت رواده بعض النسوان، ومرير جدا أن تسلم مفاصلها لبرودة الماء صباح مساء، و مرير جدا أن تجبر شفتيها على فعل التبسم في موقف الأسى.
خطاب حزين في أول أيام الربيع. ولو أن لكل قلب ربيعه، ما بين وريقات ورد الطبيعة، و وريقات محفظة نقود تحفظ الكرامة أيضا.
مساء الربيع من حيث كتبت كلماتي...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق